محاكمة الديــــــك كوكو كوكو ..... صاح الديك
2 وقت القراءة
كوكو كوكو ...... قوموا بدري
كوكو كوكو ...... عند الفجر
هذه الانشودة التي كنت ارددها في السنوات الاولى من المدرسة
ولكنها لم تكن كافية لي كي افهم الديك كما ينبغي؟
في بيتنا ديك لجدتي ..
وكان هذا الديك يزعجني دائما بصياحة على مدى ساعات الليل والنهار.
يضل يصرخ بصوته المزعج في الصباح بالقرب من نافذة غرفتي
وكانه غير راضي عن نومي وراحتي ..
ودائما ما كنت اصحوا من نومي منزعجا وارمية بما يتوفر عندي
من احذيه .. واضطر في بعض الاحيان الى مطاردته الى خارج المنزل او الى المزرعة
كي ارتاح لساعات من صراخه..
وذات يوم قررت ان اضع حدا لهذا الديك وازعاجه لي في اوقات راحتي..
فدعوت الصغار وامرتهم ان يحضروا لي الديك مكبلا لانظر في امره وانتهي من صوته المزعج
بطريقة او بأخرى..
وما هي الا لحظات والديك امامي .فبدأت المحاكمة:
قلت للديك :
لماذا كل هذا الازعاج والصياح ليل نهار ..ولماذا تقصدني بصياحك دائما؟
فرد علي:
انا لا اقول الا الحق ولا انطق الا بالنصيحة ولا اكترث بمن لا يعجبه صوتي ..
ادعوك للحياة في كل صباح وتؤثر ان تعيش في عالم الاموات..
جعلني الله منبها للبشر ان ماتت ضمائرهم واتبعوا ملذاتهم.
اما عن استقصادي لك فأذا خلا العالم من البشر الا منك فستكون محقا..
استشطت غضبا من رده وقلت له :
من تظن نفسك ايها الديك عندما تمشي مغرورا بين دجاجاتك وتصيح بأعلى صوتك؟
نظر الي وقال:
انا ديك في عالم الدجاج ولي حقوق وعلي واجبات لا اتركها مثلكم ايها البشر.
في الصباح اسعى في الارض واتفقد حضيرتي وفي الليل احرس مملكتي من الاشرار.
انتم البشر ديكتم لا يتفقدون رعيتهم مثلي ولا يتعبون في معيشتها ولا يسهرون على امنها ..
هم لا يستحقون منصب(الديك) .
بالاخص انتم العرب انقرضت الديكة من بلادكم ولم يبقى الا الدجاج المستوحد الذي يفتقد لرائحة الديوك
ويحلم بها في الليل والنهار..
اذا ولد ديك عندكم او وجد وصار ديكا بمعنى الكلمة يصيح بأعلى صوته ويقول الحق
ويوقظكم من سباتكم رفضتموه..
وتأمرتم عليه وجعلتموه يضطر لسجنكم ولقتلكم ونعتموه اخيرا بالطاغية؟
وذهبتم الى ديوك الروم والفرس كي ينقذوكم منه..؟
عجبا لكم ايها العرب :
عفوا ايها الدجاج العربي عجبا لغيرتكم على حضائركم وخوفكم على كتاكيتكم وفراخكم
الا تخافون من الديكة المستورده على سلطتكم وكرامتكم
حين يخطب الديك الرومي فيكم الا تخجلون حين يقول عن ديكم هو زعيم الاشرار
وانا المصطفى المختار
وانا حامي الديار..؟
عجبا لكم كيف لكم ان تحاكمون ديككم وتعدموه !
قاطعته - مستفهما بذكاء:
من تقصد..تقصد صدام؟
نظر الي ساخرا وقال:
بل اقصد جيفارا
(ضحك الصغار وضحكت معهم)
صمت الديك بعدها وصمت انا وبدأت اقرر مصير الديك مثلي مثل اي ديك عربي
قبض على ديك عربي وصار تحت رحمته.
فحكمت بأعدام الديك!
ومات الديك ..
ونمت ليلتي هانئا مسرورا لاني لن اسمع صراخه في الصباح.
وعند الصباح استيقظت على صوت الديك قائلا:
"حي على الفلاح"
فنهضت مذعورا لارى مصدر الصوت .. هل بعث الديك من جديد ام انا في حلم اكيد؟
فأذا به ديك اخر جديد احضرته جدتي.قائلة لي:
"اذا استطعت ان تقوم مقام الديك يوما واحدا.. فلن احتاج الى ديك"
بقلم العماد بن لحمر