قصة غزوة تبوك"كعب بن مالك"

 قصه حدثت في العام التاسع من الهجره وهى قصه غزوه تبوك . بين المسلمين والرومان وكانت هذه الغزوه في شهر من شهور الصيف وكان شديد الحراره وكان في موعد حصاد الثمار والزروع لذلك كانت الفتنه شديده
ولذلك سمى الله عزوجل هذه الغزوه ساعه العسره وقد كان عدد المسلمين 30 الف والرومان 400 الف ولذلك كل المنافقين تخلفوا عن هذه الغزوه ويحكي لنا هذه القصه صحابي من صحابه رسول الله اسمه كعب بن مالك وهو صاحب هذه القصه .


يقول كعب ابن مالك فكان من خبري حين تخلفت عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في غزوه تبوك اني لم اكن وقتها ايسر منى حالا ولا اقوى مني ولا جمعت بين راحلتين اي لم يكن لدى عذر " مثل ما كنت في هذه الغزوه ولم يكن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يذهب الى غزوه الا ورى" اي لا يعلن عن اتجاه الغزوه " الا في هذه الغزوه " فبدا كعب بن مالك يتردد ويسوف الامر حتى خرج الجيش يقول فعلمت اني لا الحق بهم قال فرجعت الى المدينه وكان مما يحزنني اني اسير في المدينه فلا ارى الا رجلا كبير السن او مريضا ممن عذر الله او رجلا مغموسا في النفاق يقول كعب ولم يذكرني النبي (صلى الله عليه وسلم) الا عندما وصل تبوك فقال . ما فعل كعب بن مالك فقال رجل من الناس يارسول الله شغله برداه والبرد هو العباءه " او النظر في عطفيه " اي في مظهره الحسن فقال معاذ بن جبل بئس ما قلت والله يارسول الله ما علمنا عنه الا خيرا


يقول كعب فلما علمت ان النبي (صلى الله عليه وسلم) اقبل على المدينه فاخذت اذكر الكذب فلما علمت ان النبي (صلى الله عليه وسلم) في المسجد انزاح عني الباطل اي انه اخد قراره بانه لن يكذب على النبي (صلى الله عليه وسلم) وعلمت انه لن ينجينى الا الصدق وعندما دخل النبي (صلى الله عليه وسلم) المسجد دخل عليه المنافقون الذين تخلفوا عن النبي في الغزوه وبداوا يسوقوا الاعذار للنبي (صلى الله عليه وسلم) وكان النبي يحكم على الظاهر ويترك السرائر لله فكان النبي (صلى الله عليه وسلم) يستغفر لهم .


يقول كعب بن مالك فراني الرسول (صلى الله عليه وسلم) فتبسم لى تبسم المغضب وقال لى ما خلفك ؟ فقلت يا رسول الله لو كنت عند غيرك من اهل الدنيا لخرجت من سخطه بعذر لقد اوتيت جدلا ولكني يا رسول الله ان جئتك اليوم بحديث كذب ترضي به عني يوشك الله ان يسخطك على وان حدذثتك اليوم بحديث صدق تجد على فيه اي تغضب منى " اني لارجو فيه عقبى الله يارسول الله والله ما كنت اقوى ولا ايسر حلا منى قط مثلى في هذه فقال النبى (صلى الله عليه وسلم) اما هذا فقد صدق قم حتى يقضي الله فيك " .


. عندما قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لكعب قم حتى يقضى الله فيك قال كعب فخرجت من المسجد فجائني بعض رجال بنى سلمه يقولون اما كان يكفيك استغفار النبى (صلى الله عليه وسلم) ما علمنا عليك الا هذا الذنب يقول كعب فاخذت افكر حتى كدت ارجع فاكذب نفسى " ولكن الذي ثبته انه سأل عما حدث لهم في هذا الموقف قال فذكروا لى اثنين ممن شهدوا بدر لي فيهم اسوة وهم مراره بن الربيع وهلال بن اميه الواقفى قال لما تذكرتهم ثبت ثم امر النبى (صلى الله عليه وسلم) الا يكلمهم احدا 50 يوم قال فكنت اطوف في الاسواق فالقي السلام على الناس فلا يردوا على حتى تنكرت لى الارض وتنكرت لى نفسى وكنت ادخل المسجد فاجد النبى (صلى الله عليه وسلم) جالس مع الصحابه فاسلم وانظر للنبى (صلى الله عليه وسلم) ثم اقول اتراه حرك شفتيه فكنت ادخل في الصلاه والرسول بجانبى وكنت اسارق النبي (صلى الله عليه وسلم) النظر فكان ينظر الى فاذا نظرت اليه حول نظره عنى حتى ضاقت على الارض وكنت كما قال الله " حَتَّىٰ إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ )
" ثم ذهبت لابن عمى واحب الناس الى فبحثت عنه فوجدته في بستان فناديت عليه وقلت يا ابا قتاده ثلاث مرات فلم يرد على فقلت يا قتاده اما تعلمون اني احب الله ورسوله فلم يجبنى فقلت يا ابا قتاده ناشدتك الله اما تعلم اني احب الله ورسوله فقال الله ورسوله اعلم قال كعب ففاضت عيناى قال فبينما انا على ذلك امشى في اسواق المدينه اذ جائنى نبطى " اي فلاح من انباط الشام " برساله من ملك الرومان ففتحت الرساله فوجدت فيها : " ان صاحبك قد جفاك ولم يجعلك الله عندهم بدار هوان فالحق بنا نواسك " قال فنظرت الى الرساله وقلت والله ان هذا لمن تمام البلاء فامسكت الورقه وذهبت عند التنور – اي الفرن – قال فسجرتها – اي رميتها به


بعد ما أمر النبي (صلى الله عليه وسلم ) الصحابة بمقاطعة كعب أمره النبي(صلى الله عليه وسلم ) باعتزال زوجته . ومر أربعين يوم من مقاطعة الصحابة له . يقول كعب فجاءني أحد الصحابة وقال لي ان النبي (صلى الله عليه وسلم) يأمرك أن تعتزل إمرأتك فقلت أطلقها؟ قال لا ولكن تقربها .


وذهب هذا الصحابي إلى مراره بن الربيع وهلال بن أميه وقال لهما نفس الكلام وكان كعب بن مالك شاباً فقال لزوجته اذهبي إلى بيت أهلك حتى يحكم الله في أمري . أما هلال بن أميه ومراره بن الربيع كانا كبيران في السن فجاءت زوجة هلال بن أميه للنبي (صلى الله عليه وسلم ) وقالت له يا رسول الله إن هلال شيخ ضائع . أي كبير في السن ولا يجد من يخدمه فقال لها النبي(صلى الله عليه وسلم ) إبقي معه ولكن لا يقربك . فقالت نعم يا رسول الله .

. مر 50 يوم على مقاطعة الصحابة لكعب بن مالك ومراره بن الربيع وهلال بن أميه .
قال تعالى "وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّىٰ إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَن لَّا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴿١١٨﴾
يقول كعب بن مالك بينما أنا أصلي الفجر فوق منزلي إذ سمعت الصارخ يصرخ يقول أبشر يا كعب . فخررت ساجداً .


والذي حدث أن الوحي نزل على رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) بعد صلاة الفجر بقول الله " ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا" ففرح الصحابة لذلك . فقام أحد الصحابة وامتطى جواده وذهب مسرعاً لكي يبشر كعب فقام واحد من الصحابة وصعد على قمة جبل بجوار المسجد وهتف بأعلى صوته أبشر يا كعب . فسبق الصوت الحصان . يقول كعب فلما سمعت أبشر يا كعب خررت ساجداً . فجاءني البشير وقال لي أبشر قد تاب الله عليك . فخلع كعب ثوبه وكان يرتدي عباءه . يقول كعب والله لا أملك إلا هي . وألبستها له . ثم استلفت ثوبان وسرت في طرق المدينه بعد الفجر فكنت أمشي في المدينه يتلقاني الناس فوجاً فوجاً يهنأونني قال ثم دخلت المسجد وكان الصحابة حول النبي (صلى الله عليه وسلم ) يقول كعب فلما دخلت على النبي (صلى الله عليه وسلم ) قام إليَّ طلحه بن عبيد الله فالتزمني ( أي عانقه ) وهنأني . وهو الوحيد الذي فعل ذلك من المهاجرين يقول كعب بن مالك . والله لا أنساها له . يقول فدخلت على النبي (صلى الله عليه وسلم ) فلما سلمت عليه سلم عليّ وهو يبرق وجهه وكان رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) إذا ابتسم استنار وجهه كأنه قطعه قمر وقال له النبي (صلى الله عليه وسلم ) أبشر يا كعب بخير يوم طلع عليك منذ ولدتك أمك لقد تاب الله عليك . قال تعالى " ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ" فقال كعب للنبي(صلى الله عليه وسلم ) يا رسول الله أهذا من عندك أم من عند الله فقال النبي (صلى الله عليه وسلم ) لا يا كعب ولكن من عند الله . يقول كعب بن مالك يا رسول الله إن من توبتي أن أتصدق بكل مالي فقال النبي(صلى الله عليه وسلم ) لا يا كعب أمسك عليك بعض مالك .


يقول كعب بن مالك . وما أعلم أحداً من الناس ابتلاه الله في الصدق مثلما ابتلاني وإن من توبتي لله ألا أحدث بعد ذلك إلا صدقاً .


وهذا هو مضمون القصة . وهو أن الصدق لا يجلب المشاكل وإنما يجلب النجاه .
لذلك نزل على أصحاب هذه القصة قرآن به آيه هي من أعظم آيات البشرى في التوبه قال تعالى " وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّىٰ إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَن لَّا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴿١١٨" يقول أهل العلم لكي تُوفق للتوبه لابد وأن يكون الله تاب عليك . إذا أنت لن توفق في الرجوع لله إلا إذا كان الله قد قبلك .


ثم أنزل الله ثناؤه على كعب في قوله " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ﴿١١٩﴾ " . صدق الله العظيم .

هذه كانت قصة كعب بن مالك . أسأل الله أن يثبتنا على الصدق .
جزاكم الله خيراً كثيراً . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته


من برنامج " لو كانوا يعلمون " للدعاية مصطفى حسنى