علاج تمزق العضلات

يوجد في جسم الإنسان ثلاثة أنواع من العضلات، هي: العضلات الملساء، وهي عضلات لا إراديّة توجد في جدار الأعضاء الداخليّة في الجسم مثل، المعدة والمثانة وغيرها، والعضلات القلبية، وهي العضلات اللاإراديّة الّتي يتكون منها القلب، أما النوع الثالث -والّذي سيكون موضوع هذه المقالة- فهو العضلات الهيكليّة، وهي العضلات الإراديّة المسؤولة عن حركة الجسم، وحركة الساقين واليدين. يتكوّن نسيج العضلات الهيكلية من عدد كبير من الألياف العضليّة، الّتي تتكون بدورها من مجموعة من اللُييفات العَضَليّة، ويتكون كل لُيَيف عضلي من نوعين من الخيوط البروتينّة، الأكتين و الميوسين. تنصّ نظرية الخيوط المنزلقة الّتي تفسر آلية انقباض العضلات، أنَّ خيوط الأكتين تنزلق بين خيوط الميوسين، مما يؤدي إلى قِصر طول اللييفات العَضَليّة و بالتالي إنقباض العضلة، وتحريك المفصل المرتبط بها.

يُقصد بتمزُّق العضلة، حدوث تلف جزئيّ أو كليّ في ألياف العضلة، أو في الوتر الّذي يربطها بالعظام نتيجةً لتعرضها لضغط يفوق قدرتها على التحمُّل، كما يحدث عند رفع الأشياء الثقيلة بشكل مفاجئ. قد ينتج عن تمزُّق العضلة تلفاً لبعض الأوعية الدَّموية الصغيرة مما يسبب النزيف والكدمات، والشعور بالألم بسبب تهيّج النهايات العصبية في منطقة التمزُّق.[٢] تزداد فرصة الإصابة بتمزُّق العضلات عند الرياضيين الّذين يمارسون الرياضة الّتي تتطلب الاحتكاك الجسديّ مثل الملاكمة، وكرة القدم، والهوكي، أو أنواع الرياضة الّتي تتطلب تكرار بعض الحركات باستمرار مما يؤدّي إلى تمزُّق عضلات الساعد واليد مثل: التجديف، والتنس، والغولف. كما يمكن أن تحدث عند
الأشخاص الّذين يمارسون مِهَناً تتطلب رفع الأحمال الثقيلة.


أعراض تمزُّق العضلات
 تختلف أعراض تمزُّق العضلة حسب درجة التمزُّق، وتحتاج الأعراض إلى عدة أسابيع لتختفي في حالة الإصابات الخفيفة والمعتدلة، أما في حالة الإصابات الحادة فقد تحتاج الأعراض إلى شهور لتختفي، ومن أعراض تمزُّق العضلات ما يلي:
  • ألم مفاجئ في مكان الإصابة
  •  تورُّم العضلة وتشنُّجها.
  •  حدوث كدمات وتلوُّن لمنطقة الإصابة.
  •  محدودية القدرة على تحريك العضلة.
  •  تصلُّب وتقرُّح مكان الإصابة.
  •  ظهور فجوة في العضلة
أما الأعراض الّتي تستدعي استدعاء الطبيب فهي:
  • سماع صوت فرقعة عند حدوث الإصابة.
  • ضعف العضلات وصعوبة تحريكها مقارنةً بالجهة الأخرى من الجسم.
  • ألم شديد، وتورُّم في مكان الإصابة.
  •  ألم شديد في الظهر تمنع المصاب من أداء الأنشطة الاعتيادية، أو ألم معتدل في الظهر يتفاقم بعد عدة أيام.
  •  عدم تحسُّن آلام الظهر خلال أسبوعين من تلقي العلاج.
  • ألم في الظهر مصاحب لأيّ من الأعراض الآتية:
  1. شعور بالخدر في الفخذ أو المستقيم. 
  2. ألم وحرقة عند التبول. 
  3. حمّى وقشعريرة.
  4.  صعوبة في السيطرة على عملية التبوّل أو التبرُّز.
  5. خَدَر أو وخز في السّاق.
  • ألم شديد لا يمكّن المصاب من المشي لأكثر من عدة خطوات.
  •  ألم شديد يمنع المصاب من النوم.
تشخيص تمزق العضلات
لتشخيص تمزُّق العضلات قد يلجأ الطبيب لما يلي:
 الفحص السريري.
 الفحص باستخدام الأشعة السينية.
 التصوير المقطعي المحوسب (CT).
 الفحص بالرنين المغناطيسي.

علاج تمزُّق العضلات
يحتاج علاج تمزُّق العضلات إلى الكثير من الوقت والصبر؛ حيثُ يبدأ العلاج مباشرةً بعد التعرُّض للإصابة ويستمر حتى تستعيد العضلة قوتها من جديد، ومن طرق العلاج ما يلي:
  • تقديم المساعدة للمصاب بتمزُّق العضلات فور حدوث الإصابة -باستخدام مبدأ (PRICE)- من أجل الحصول على أفضل نتائج للعلاج. مبدأ (PRICE) هو تجميع للحروف الأولى من الكلمات (Protection, Rest, Ice, Compression, Elevation)، ويُقصد بهذا المبدأ تتابع خطوات الإسعاف الأوَّلي الّتي يجب أن تشمل:
  1. الحماية (بالإنجليزية: Protection): أي حماية العضلة المصابة من حدوث مضاعفات تزيد شدة الإصابة.
  2.  الرَّاحة (بالإنجليزية: Rest): أي تجنُّب مزاولة أيّ نشاط بدني قد يسبب الألم ويؤخّر الشفاء. 
  3. الثَّلج (بالإنجليزية: Ice): استخدام كمادات الثلج؛ لتخفيف الألم، ومنع حدوث الالتهابات، وإغلاق الأوعية الدموية المتضررة؛ حيثُ يُنصح بوضع كمادات الثلج على مكان الإصابة لمدة عشرين دقيقة كلَّ ساعة، مع وضع منشفة أو أيّ حاجز بين الجسم والثلج
  4. . الضَّغط (بالإنجليزية: Cmpression): وضع رباط مطاطي ضاغط بدون إحكام شديد على منطقة الألم من أجل تقليل التورُّم.
  5.  الرَّفع (بالإنجليزية: Elevation): رفع الجزء المصاب لتقليل تجمُّع السوائل وبالتالي تخفيف التورُّم.
  • وضع كمَّادات ساخنة بعد يوم، أو يومين من الإصابة -أي بعد أن يخف التورُّم- مما يساعد على استرخاء العضلة، أمَّا وضع الكمَّادات السَّاخنة قبل أن يخفَّ الورم؛ فيزيد الألم والتورُّم،ويجب تجنُّب وضع الكمَّادات السَّاخنة على الجلد مباشرة.
  •  تناول الأدوية المضادة للالتهابات، والمسكنّات مثل: (بفيرين)، و (أدفيل) لتخفيف الألم والتمكن من الحركة.
  •  بعد زوال الألم الحادّ والتورّم، يبدأ العمل على إعادة تأهيل الجزء المُصاب، حيث يقوم مُقدِّمُو الرّعاية الصحية بالعلاج الطبيعي للعضلة المُصابة، وإرشاد المُصاب للقيام بمجموعة من التدريبات اعتماداً على مكان الإصابة ومدى الضرر الناتج عنها؛ وذلك لمنع تصلُّب العضلة، وتحسين مدى حركتها ومرونتها.
الهدف النهائي لإعادة التأهيل هو تمكين المُصاب من العودة لممارسة الأنشطة اليومية بسهولة ويسر، والعودة لممارسة الرياضة إذا رغب المُصاب بذلك. تعتمد فترة إعادة التأهيل على شدة الإصابة، وعلى مدى استجابة الفرد للعلاج، يمكن لبعض الإصابات أن تحتاج ما بين 8 إلى 12 شهراً قبل الشّفاء التّام
  • قد يتضمن العلاج الطبيعي استخدام الأمواج فوق الصَّوتية، أو التدليك للعضلة المُصابة.
  •  قد يلجأ الطبيب إلى الجراحة لإصلاح العضلات المتضررة والأربطة؛ اعتماداً على توقعات المريض لما بعد الشفاء
الوقايه من تمزق العضلات
يمكن الوقاية من تمزُّق العضلات باتباع النصائح الآتية
  • التوقُّف عن ممارسة الرياضة، أو التدريب عند الشعور بالألم أو التعب، وعدم إجهاد العضلات.
  •  تناول أغذية صحيّة، تحتوي على جميع العناصر الغذائيّة للحفاظ على قوة عضلات الجسم.
  • اختيار معدَّات الوقاية الشخصيّة المناسبة عند ممارسة الألعاب والرياضة.
  •  الحفاظ على وزن صحّي، لأنَّ الوزن الزائد يُحمّل الجسم ضغطاً إضافياً.
  •  اتخاذ الإجراءات الضروريّة لمنع التعثّر بالأشياء؛ وذلك بالمحافظة على الممرات والسلالم خالية من الفوضى، وتجنُّب الانزلاقات أثناء الشتاء.
  •  الركض على الأسطح المستوية فقط.
  • ارتداء الأحذية المناسبة، واستبدالها فور تعرضها للتلف.
  •  ممارسة تمارين التمدد بشكل يومي.
  •  التأكد من لياقة الجسم البدنية قبل البدء بلعب الرياضة.
  •  عدم إهمال الإحماء الكافي قبل المشاركة في التدريبات، أو ممارسة الرياضة.
  • ثني الركبتين عند رفع الأحمال الثقيلة، وتجنُّب حني الظهر.
  •  تجنُّب حركات لفّ الجسم
  • الامتناع عن التدخين؛ لتحسين تدفق الدَّم إلى العضلات.