حقوق الطفل في الشريعة الإسلامية

حقوق الطفل قبل الولاد حقوق الطفل في الشريعة الإسلامية

أولًا: حقوق الطفل قبل الولادة

-1- اختيار الزوجين على أساس الدين:
فيجب اختيار الزوجة صاحبة الدين والخلق؛ لأنها مظنة الولد الصالح لتكون أمًّا مربية تقية طاهرة عفيفة، تعين أبناءها على التربية الصالحة، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: " تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا وَلِحَسَبِهَا وَجَمَالِهَا وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ"( متفق عليه)، ومن هنا يرى علماء التربية أن دور الأم في تربية الطفل يسبق دور الأب، وذلك لكثرة ملازمتها للطفل منذ تكوينه جنينًا في بطنها حتى يكبر

وكما اهتم الإسلام باختيار الزوجة؛ فكذلك حث على اختيار الزوج صاحب الدين والخلق؛ فعَنْ أَبِي حَاتِمٍ الْمُزَنِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" إِذَا جَاءَكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَأَنْكِحُوهُ؛ إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ. قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ: وَإِنْ كَانَ فِيهِ؟! قَالَ: إِذَا جَاءَكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَأَنْكِحُوهُ؛ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ." ( الترمذي)؛ فقد قدَّمَ الرسول صلى الله عليه وسلم اختيار الزوجين على أساس الدين على كل مسوِّغات الاختيار الأخرى؛ وذلك لأن الاختيار على أساس الدين من أهم ما يحقق للزوجين سعادتهما الكاملة المطمئنة؛ ويحقق للأولاد الظروف التربوية المستقرة لتربية فاضلة ينعم فيها الأولاد بالطمأنينة والأمان الاجتماعيين، ويتحقق لأسرتهم الشرف الثابت والاستقرار المنشود.
كما أكد الإسلام على التكافؤ بين الزوجين في التعليم والسن والوسط الاجتماعي والبيئة؛ حتى يكون هناك انسجام بين الزوجين .

-2- اتباع السنة في المعاشرة الزوجية:

وذلك بذكر الأدعية التي تحصن المولود - وهو نطفة - من الشيطان الرجيم عملًا بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "أَمَا إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا أَتَى أَهْلَهُ وَقَالَ: بِسْمِ اللَّهِ اللَّهُمَّ جَنِّبْنَا الشَّيْطَانَ وَجَنِّبْ الشَّيْطَانَ مَا رَزَقْتَنَا، فَرُزِقَا وَلَدًا لَمْ يَضُرَّهُ الشَّيْطَانُ" (البخاري)، وهذا حقٌ وجانبٌ من جوانب التربية الروحية المبكرة للطفل قبل ولادته.
ثانيًا : حقوق الطفل أثناء الحمل:

-1- حق الطفل في الحفاظ على حياته وصحته جنينًا:

فقد حافظ الشرع الحكيم على حياة الطفل وصحته جنينًا، وتظهر هذه المحافظة في أن منع الإسلام كل أذى يصل لأمه أثناء حملها فيه؛ فمنع إيقاع العقوبة عليها التي تودي بحياتها أثناء الحمل، فقد أرجأ رسول الله صلى الله عليه وسلم إقامة الحد على الغامدية حتى تلد. وما كان ذلك إلا حفاظًا على حق العناية بالجنين أثناء حمله.

وتظهر أيضًا في إجازة الفقه الإسلامي - رعاية للجنين وأمه - للأم الحامل أن تفطر في رمضان إذا كان الحمل يضعفها ويؤثر على صحتها ويلحق الضرر بها؛ وذلك لحرص الإسلام على سلامة الجنين وتغذيته تغذية جيدة.

ثانيًا : حقوق الطفل أثناء الحمل
-1- حق الطفل في الحفاظ على حياته وصحته جنينًا:

فقد حافظ الشرع الحكيم على حياة الطفل وصحته جنينًا، وتظهر هذه المحافظة في أن منع الإسلام كل أذى يصل لأمه أثناء حملها فيه؛ فمنع إيقاع العقوبة عليها التي تودي بحياتها أثناء الحمل، فقد أرجأ رسول الله صلى الله عليه وسلم إقامة الحد على الغامدية حتى تلد. وما كان ذلك إلا حفاظًا على حق العناية بالجنين أثناء حمله.


وتظهر أيضًا في إجازة الفقه الإسلامي - رعاية للجنين وأمه - للأم الحامل أن تفطر في رمضان إذا كان الحمل يضعفها ويؤثر على صحتها ويلحق الضرر بها؛ وذلك لحرص الإسلام على سلامة الجنين وتغذيته تغذية جيدة.

-2- حق الطفل في العناية بالصحة النفسية له وهو جنين:
فقد راعى الإسلام العناية بالصحة النفسية للجنين؛ وذلك عن طريق العناية بالصحة النفسية للأم الحامل بابتعادها عن المنغصات والمزعجات والصدمات النفسية؛ وقد أثبت الطب النفسي الحديث أن الحالة النفسية للأم في فترة حملها تؤثر سلبًا أو إيجابًا على الجنين حسب حالتها النفسية

-3- الحفاظ على الحق المالي للجنين:
فكان من مظاهر رعاية الإسلام لحقوق الطفل قبل ولادته الحفاظ على حقوقه المالية وهو ما يزال جنينًا في بطن أمه، فلقد أوقف الإسلام توزيع التركات، وذلك خشية تقسيم التركة بين الورثة الأحياء وضياع نصيبه فيها؛ ولو وزعت نعطيه نصيبه على أنه ذكر؛ فإن جاءت أنثى يرد الفرق على الورثة مرة أخرى

 المسئولية عن الأولاد أمام الله يوم القيامة:
أيها الآباء الفضلاء والأمهات الفضليات: اعلموا أنكم مسئولون يوم القيامة عن أولادكم، يقول صلى الله عليه وسلم في قوله:" كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، الْإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا"( متفق عليه) قال العلماء: الراعي هو الحافظ المؤتمن الملتزم صلاح ما قام عليه، وما هو تحت نظره، ففيه أن كل من كان تحت نظره شيء فهو مطالب بالعدل فيه، والقيام بمصالحه في دينه ودنياه.

ولقد بين لنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن الأولاد يولدون فطرة نقية بيضاء وللأبوين دورٌ كبيرٌ في جعلهم نعمةً أو نقمةً !! فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلَّا يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ؛ فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ وَيُنَصِّرَانِهِ وَيُمَجِّسَانِهِ؛ كَمَا تُنْتَجُ الْبَهِيمَةُ بَهِيمَةً جَمْعَاءَ؛ هَلْ تُحِسُّونَ فِيهَا مِنْ جَدْعَاءَ؟! ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ: وَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ {فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ }(متفق عليه).

   قال بعض أهل العلم: إن الله سبحانه وتعالى يسأل الوالد عن ولده يوم القيامة قال الله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} [التحريم: 6]، فمن أهمل تعليم ولده ما ينفعه، وتركه سدى، فقد أساء إليه غاية الإساءة، وأكثر الأولاد إنما جاء فسادهم من قبل الآباء، وإهمالهم لهم، وترك تعليمهم فرائض الدين وسننه، فأضاعوهم صغارًا فلم ينتفعوا بأنفسهم، ولم ينفعوا آباءهم كبارًا.

فعليكم إصلاح أولادكم؛ والقيام عليهم؛ والصبر والتصبر في تعليمهم وتعويدهم على الطاعة؛ واحفظوهم من الضياع قال صلى الله عليه وسلم: " إنَّ اللهَ سائلٌ كلَّ راعٍ عما استرعاهُ ، أحفظَ أم ضيَّعَ ؟ حتى يُسألَ الرجلُ عن أهلِ بيتِه "( والترمذي).

أحبتي في الله: إن للأسرة دورًا كبيرًا في رعاية الأولاد - منذ ولادتهم - وفي تشكيل أخلاقهم وسلوكهم..