من سجلات الشرطة - شاب حطمته نزواته النسائية.



قصة حادث....
بقلم : عبد المنعم معوض....
أشفق ضابط البحث الجنائى على الشاب وبدأ في تهدئته ... رأى انه ضحيه اسرته واستجاب لطلبه فى ان يتناول فنجان قهوه، وبالفعل كان الشاب مصدوما ... ارتشف قهوته وهو يفضفض بالحديث ليخفف من آلامه ..ثم روى قصته. 



ولدت مهزوما .. وعشت طوال حياتي أحمل هزيمتي في داخلي .. وأخاف منها .. وأشعر بالذعر من ملامحها .. فهي تكبر كل يوم مثلما أكبر .. وفي بعض الأحيان تتوحش وتنمو بصورة جعلتني مطارداً من داخلي .. احمل آلامي في كل خطوه أخطوها .. وفي كل مرة كنت أتوقع ان أسمع صوت انفجارها في كل لحظة .. لهذا لم أكن اعرف كيف اهرب من نفسي .. فقط كنت منتظراً هذه اللحظة .. لحظة ان تتناثر كل مشاعري وتتطاير .. لعلي أستريح .. فلقد تعبت من محاولاتي الدائمة والمستميتة لإخفائها ولم أنجح .. فأنا أحترق بها منذ طفولتي .. طفل صغير وحيدا، ولد من الزوجه الثالثه لابى بعد خمس بنات من زوجتيه السابقتين ... ولدت بحزن العالم كله .. واستطاعت أكتافه الصغيرة ان تحمل هما يفوق قدراتها وامكانياتها ..اعيش مشاجرات دائمه من امى لابى لكى يطلقلهما و نشأت فى هذا الجو ...لم أكن مثل كل الأطفال ... كنت أخاف ان أتحرك حتي لا تسقط متاعبي و تبدو ضخمة أمام الناس .. وفي مدرستي الابتدائية الخاصة تسربت أشياء كثيرة داخلي .. قلب طفل صغير عرفته امه كراهية والده .. ملأت كل كياني به. ولا أعرف إلي اين يقودني ...
وعندما حصلت علي الابتدائية كنت منتفخاً بالأنانية والكراهية .. ولهذا وجدت أن علي أن أستمر في دراستي حتي اخفي كل ملامحي .. ثم كبرت فدخلت مرحلة أشعلت كل جنوني .. كانت تدمرني كل يوم .. في المراهقة كنت أريد أن اصرخ في وجه الجميع .. اريد منهم ان يلتفتوا الي ... استبد بي الالم
.كان علاجي هو ان يسمعني أحد ..ولم اجد من يهتم بى . وكان علي بعدها ان أنكمش .. واقتل اصواتاً ورغبات تصرخ وتعوي داخلي .. بل وتئن وتتألم .. والكل في بيتنا يتحرك ويتشاجر بلا سبب ..
وتراكمت احزاني وقويت واشتدت .. تأكل بنهم شديد وغريب البقية الباقية من اعصابي .. لقد حاولت أن أقترب من أبي .. رجل الأعمال المشغول بنفسه اكثر مني .. فهو صاحب الاسم الكبير في عالم تجارة فطع غيار السيارات ..لكنه لم يكن لديه وقتا لي.
في الثانوية العامة فكرت في نقود أبي .. ماذا يضرني أن أخذ منها قليلا .. في البداية كنت أموت رعباً .. ولم اقدم علي هذه الخطوة إلا بعد ثلاثة شهور تقريبا ..
تكررت محاولاتي واكتشفت ان أبي لا يعرف شيئا عن نقوده فامتدت يدي إلي امواله اكثر وبعدها انفجرت كل متاعبي التي احملها في داخلي .. حتي عندما رسبت في الثانوية لم أجد احدا يحاسبني .. او ينتبه لرسوبي .... طلبت من أبي سيارة فوافق وكأنه يعطيني مكافأة لرسوبي .. كان يريد ان يشاهدنى مثل كل أبناء من يعرفهم .. وبالسيارة عرفت اصدقاء السوء.. كل الذي يعرفونه هو شر اكبر من كل شروري .. سمعت منهم عن علاقاتهم النسائية .. وترددهم علي الملاهي الليلية .. وترددت مثلهم .. وهناك وجدت امرأة تعيش حياة بلا اي اطار أو خوف .. تفعل ما تريده بجنون مطلق .. ودون أن أشعر جذبتنى لأنوثتها .. كانت تستفز كل مشاعرى .. ولأول مرة أحقق نصرا في حياتي ... أن أخطف بصرها أمام كل العيون .. ولأنني بلا تجارب .. خطفتنى هى ..صنعت مني اضحوكة، ومأساة لها .فاحببتها بجنون .. وكأنني كنت أبحث عنها منذ طفولتي .. وعرفت هي كيف تحركني بأصابعها .. تغضب فأكاد اقتل نفسي لارضيها .. تضحك فأرقص طربا .. تتدلل فأجد انني أريد ان اقبض بيدي علي الدنيا لا عطيها لها .. .. وهى امرأة تعرف كيف تقتل القلوب وتدميها .. .. تقترب وتبتعد وتبتسم وتغضب .. تطردنى وتتدلل .. نار تحرق كل أجزاء كياني ....وفي كل مرة أراها جديدة أمامى .....
بالقطع لم يكن أحد في منزلنا يسمع أو يري التغيير الذى اصابنى .. لم يعد يتخيل أحد انني اتحرك وفي داخلي امرأة تقودني وتعيش معي وانني كثيرا ما انفذ طلباتها لكنها كانت تستمع لى .. كنت معها أغرق فى لذه .. .. الغريب انها بعد كل هذا اختفت .. وباختفائها اشعلت فتيلاً دمرني ..كنت اتحرك واتكلم وأصرخ كالمجنون أين هى. بحثت عنها في كل مكان .. سافرت إلي الاسكندرية محل اقامتها ...أحاول ان اعرف مكانا لها لكنني لم اعثر عليها .. حتي صديقتها سخرت مني وضحكت .. لقد هربت مني بعد ان اشاعت عني كلاماً كثيراً ..ذبحتنى ادعاءتها ولهذا كان علي ان اثبت عكس ما قالته .. وكانت هي نهاية هزيمتي .. عشرات من العلاقات النسائية .. كنت لا اريد نساء بقدر ما اريد من واحدة منهن ان تثبت انها كاذبه ...
.. والذي لم يكن اتصوره ان تظهر هذه المرأة مرة اخري ..
.. تتأسف لى لتعوض خسارتها وتزيد من استنزافي .. كان مفروضا على ان أضربها .. اشتمها .. او حتي اعاتبها .. لكنني .. وجدت نفسي .. أركع تحت قدميها .... وأن تنسي هي كل ما فات .. لكنها عادت أكثر قسوة وشراسة... كانت تريد نقود ى ولا تريدني .. حاولت بكل ما املك ان أغريها بالزواج لكنها رفضت .. وازدادت سخرية مني .. بل واشعلت كل احقادي .. ذهبت اليها احاول ان استفسر منها عن سبب واحد لما تفعله .. عاملتني بقسوة اشد .... وشعرت بالراحة تدخل لأول مرة في أعماقي .. عندما قررت ان انتقم منها لرجولتي وضياع مستقبلي .. لكن في كل ليلة كنت اقرر ان انتقم منها ثم اخاف عليها واحبها .. لقد شاهدتها مع أحد زبائن الملهي .. تقبل يديه لكي يسامحها .. تستعطفة لكي يرضي عنها .. كانت كل ما تفعله معي .. يفعله هو معها ، ولكنه رفض ان يبقي معها ..... ولهذا عندما ذهبت إليها كنت أريد ان تطلب منى ولو لمرة واحدة ان أبقي معها .. ولكنها عاملتني بلا مبالاة .. الذى افقدنى صوابى انها طلبت مني الا ازورها مرة اخري .. ولم تفلح كل محاولاتي لقد ذبحت رجولتي علانية .. وعندما وافقت على زيارتها كانت قد وافقت على موتها ..فى هذه الليله داخل شقتها وصفتنى بالفاظ حركت دوافع جريمتى و لم اتركها الا بعد ان خنقتها ، وعندما تأكدت انها ماتت، شعرت بالراحه .. نمت وعلى سريرها ليلة كاملة حتي الصباح .. ثم هربت، وأنا اعرف ان العشرات يترددون عليها، ولهذا لن يشك أحد في ارتكابى لجريمتى ..
وفعلا مر اسبوعان علي الحادث ولم يتهمني أحد لكن شيئا واحدا فعلته كشفني .. لقد اشعلت سيجارة في شقتها ..و بيقايا سيجارتى استطاعت أجهزة البحث الجنائي بقسم شرطة عابدين ان تصل الى ..الغريب ان ابى تذكر الآن اننى ابنه فوكل محاميا كبيرا ليدافع عنى ...ّّّ!!!