"رحلة مجهولة"...



تعالوا احكيلكم قصه سمعتها زمااااااااااان وانا صغير

قصة (رحلة مجهوله ) الجزء 1
.
فى يوم من الايام تقابل رجلان الاول شاب فى العشرينات والثانى رجل كبير السن .. تحابا فى الله
الرجل الشاب قال للرجل الكبير .. ان شاء الله هزورك فى قريتك لانى هفتقدك جدا جدا
قاله خد يابنى ده عنوانى بس اذا جيت زورتنى متسالش عن اى حاجه تشوفها
بالفعل مر الزمان وقرر الشاب ان يزور هذا الرجل فى بيته وبالفعل اخرج العنوان من دفتره وتوكل على الله
سافر طويلا حتى وصل الى القريه ودخلها فوجد رجلان
احدهما اعلى نخله يقطع البلح بكل انواعه - الصغير - الكبير- الاخضر - الاصفر - الرطب
والاخر يقف تحت النخله ويأكل كل ما يسقط منها ( بلح اخضر - اصفر - رطب - كبير - صغير )
فتعجب الشاب جدا
قال للرجل فى الاعلى :-
انت ياعم .. بتعمل ايه ..

قاله بجنى البلح
قاله ياسيدى خد الرطب المستوى وسيب الباقى لحد ما يستوى
رد الرجل .. انت من هنا يابنى ؟
قال الشاب .. لا
قاله يبقى امشى فى حالك
تعجب الشاب ونظر للشخص فى الاسفل وقال
يا اخى انت بتاكل ايه
قاله باكل التمر قال الشاب يا اخى كل التمر المستوى وسيب الاخضر والغير مستوى ده شويه وهيستوى
انا هعلمك ازاى تخليه يستوى
قال الرجل : انت من هنا ؟
قال الشاب لا
قاله : طيب يلا امشى فى حالك
تعجب الشاب جدا ومشى وهو فى حيره من امر هذين الرجلين ختى وصل الى مجرى مائى كبير (ترعه عملاقه )
فأدهشه ما راى اكثر من اى شىء

قصة (رحله مجهوله ) الجزء 2
--------------------------------
بعد ان التقى الشاب بالرجلين يقطفان الثمار من النخله وياكلونها بكل انواعها وبعد ان نهراه
مضى فى طريقه وهو يتعجب من امرهما وقد ظن ان بهما جنون بل وقد وصل الظن لليقين عندما لم يجد اخرين يمنعوهما  مما يفعلان
مشى الشاب وهو ينظر يمينا ويسارا متاملا فى هذه القريه الغريبه  حتى وصل الى مجرى مائى كبير
يمتد بعرض المجرى المائى حبل طويل مربوط من كلتا الاتجاهين  وفى المنتصف قارب
مربوط القارب من الطرف الايمن بحب موصول الى الشاطىء الايمن
ومربوط من الطرف الايسر بحبل موصول الى الطرف الايسر
يقف مجموعه من الناس فى الطرف الايمن ومجموعه اخرى فى الطرف الايسر حيث يقف الشاب .. والمركب فى المنتصف
كلتا الطرفين يتمسك بطرف الحبل يريد ان يعبر اولا
قال الشاب : يا جماعه سيبو الحبل القارب هيروح هناك الناس اللى هناك هيركبوا وييجوا هنا .. احنا بقى نركب ونروح هناك
نظر الناس له نظره غضب وقالوا .. انت من هنا ؟
قال لا  ..
قالوا ... طيب امشى وانت ساكت
الشاب .. انا عايز اعدى الناحيه التانيه ومينفعش اقف كده
قالوا له .. انت عايزهم يعدوا قبلنا .. مش ممكن
نادى الشاب باعلى صوته لمن فى الطرف الاخر
يا جماعه سيبوا الحبل هنيجى بالمركب خدوه وتالوا هنا
قالو .. انت عايز تعدى قبلنا .. مستحيل

ظل اشاب محاولا ومرت الساعه بعد الساعه حتى وافق الناس على ارخاء الحبل
وبالفعل عبر من بالظرف الاخر اليهم ثم عبر ومعه الناس الى الطرف  الايمن
.
مضى الشاب وهو نادم على ه1ه الزياره التى ما اكسبته غير الارهاق والعجب مما يراه
يقول فى نفسه .. اما انا فى ارض العجائب او ان هئولاء الناس من الغباء بمكان لدرجه لا تجعلهم يميزون بين ما هو صحيح وما هو خطاء
وبينما هو كذلك ....
.
الجزء الثالث
------------------

الجزء الثالث
------------------
بينما يمشى الشاب على حافة النهر يجد رجلا يحاول ان يروى النبات
يضع ماكينة المياه على حافة النهر ولكن بدلا من ان ترفع المياه من النهر الى الارض .. موجوده فى وضع عكسى
فترفع المياه من النهر الى النهر مره اخرى
نظر بعيداً فاذا برجل يحمل فاسا وينتظر فى اخر الارض .. فى انتظار وصول المياه
يتسائل الشاب بصوت مرتفع
ايها الرجل الطيب .. ماذا تفعل
يجيب الرجل بصوت ضعيف يملائه الوهن من تقدم العمر .. "انا اروى الارض "
الشاب : ايها الرجل ان ماكينة المياه فى الوضع الخاطىء ولن تصلك المياه ابدا
يجيب الرجل : انت من هنا يابنى ؟
الشاب وقد اعتاد على هذا السؤال .. متوقعا الاجابه "لا يا والدى "
الرجل : طيب امشى فى حالك
اشطات الشاب غيظا .. ومشى وهو يقول لن اسال مجددا
يمشى الشاب ويرى من العجب ما يرى .. امور لا يستوعبها عقله وقد صمم واصر على ان لا يسال اى شخص ولا يقدم النصيحه
حتى اقترب من بيت الرجل فسال رجل .. اين بيت فلان
قال الرجل من هذا الطريق .. الى اليمين
يمشى الرجل فى الطريق ولكن هذه المره يرى شيئا ملفت للنظر
.................................. يتبع



الجزء الرابع
----------------
فى تلك المره يشاهد الشاب احد الاشياء اللتى ليست باعجوبه كما سبق ولكنها جداً ملفته للنظر
شيخ كبير يجلس فى الطريق ملفوفا فى عبائته البيضاء يستند الى حائط احد المساجد 
فى عينيه حزن شديد .. وعلامات وجهه توحى بالفطور والقلق والخوف اللتى تنبع من وراء القوه
لا تعلم اهو قوى ام ضعيف .. هل يهابه الناس ام يضطهدوه
ليس هذا هو الغريب وحسب .... بل والاغرب
يمر الناس جميعها من امامه , الرجل تلو الرجل , والمرأه  خلف المرأه , والطفل بعد الطفل 
لا يحدثه احد ولا ينظرون اليه وكأن به  مرض معدى خطير
هذه المره يدفعه الفضول ويقترب كثيرا .. ويبداء الحديث
الشاب : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :) !!
الشيخ : عليكم السلام ورحمة الله وبركاته  :(
الشاب : ايها الشيخ ان بك علامات الجمال وهيبة الكبار وفى وجهك القبول 
الشيخ : جزيت خيرا بنى
الشاب : واستشعر من كلامك العقل والاتزان ولكنى اتعجب ّّ
الشيخ : ومما العجب ؟
الشاب : لماذا يتجاهلك الناس بهذا الشكل وكنك خيال لحجر .. او ظلٌ لأثر  !!
الشيخ : هل انت من هذه القريه
الشاب وقد افطن للما بعدها .. اجاب قائلا : لا
الشيخ : اذا امضى فى طريقك

وقف الشاب وقد شعر بالحرج هذه المره اكثر من اى مره .. وقد شعر بالندم للسؤال واشتدت رغبته فى معرفة السبب
يمضى الشاب وقد وصل الى بيت الرجل المقصود ..... يتبع

------------------------

الجزء الخامس
----------
الشاب يطرق الباب ليجد الرجل الذى يبحث عنه واقفاً امامه ليرحب به ويجلسه ليستريح من عناء السفر  ..
قدم الطعام فأكلا .. والشراب  حتى هداء الشاب تمام
وبدأ تجازب اطراف الحديث
الرجل : مرحبا ك فلقد ازداد بيتى ضياء .. كيف كانت رحلتك ؟
الشاب : لقد رأيت العجب فى طريقى حتى ندمت على مجيئى .. الا اننى قد نسيت التعب عند لقائك فلقاء الاحبة ينسى المرء همومه
الرجل : احبك الذى احببتنى فيه .. ولكن ما العجب
بداء الشاب يقص عليه رحلته وما رأه عند باب القرية  واشجار النخيل وصولا الى الشيخ وما بينهما
يبتسم الرجل ويبدو من وسط الابتسامه  شعوره باليأس 
الرجل : لقد اخبرتك سلفا ان لا تسأل فى طريقك لماذا جاهدت نفسك فى السؤال
الان سوف اخبرك بكل ما كان
------
من كان اعلى النخلة هو يمثل ملك الموت .. الذى لا يترك كبيرا ولا صغير .. امرأه او عجوز .. طفلا او شاب
فكل من يحين دوره يقوم ملك الموت بحصاد روحه دون تاخير بغض النظر عن اى تفاصيل
اما من كان بالاسفل فهو يمثل القبر .. فكل من يأتيه يدخله  .. لا يرد طفلا حتى يكبر او شابا حتى يحقق ما تمناه
فهذه الحياه وكل من  حان دوره فى الموت قبضه ملك الموت وضمه القبر .. ولا شىء يوقفهما الا ان يشاء الله

حنى الشاب رأسه للاسف متعظا منهماوهو يتسائل .. وماذا عن القارب !!
--------------
يجيب الرجل
هذه الدنيا اللتى يتنافس فيها الجميع ..الكل يتسابق ولا يأبه اشخاص لضرر اخرين
الكل يبحث عن مصلحته اولا ولو نظر كل منا الى الاخرين وتعاونا وتنازل بعضنا ..لمرت الحياه ولربح الجميع
فاذا اردت ان تربع عليك ان تكسب احترام الاخرين .. عليك ان تبداء بالتنازل عن بعض الامور لتكون محصلة الامر ايجابيه
يجيب الشاب : لقد ضربوا المثال الاروع والنموزج المثالى  ولم اكن اتصور كم هى بسيطه ورائعه
فقط ابداء بنفسك
ولكن ماذا عن الرجل الفلاح !!
------------------------
الرجل : هذا حالنا جميعا
نأخذ من الدنيا ونضع فى الدنيا
نربح من العمل ونضع فى الماكل والمشرب وبياض المنزل وصيانة السياره و و و ..
وننتظر ان تصل هذه الاعمال والاموال الى الاخره .. ولكن هيهات هيهات
نأخذ من الدنيا ونضع فيها .. وياليتنا نضع الى اخرتنا ما نجده فى نهاية الارض ..(نهاية الطريق ) الاخره

وماذا عن الشيخ (يتسائل الشاب فى عجاله ) ؟


الجزء  السادس 
---------
يجيب الرجل : انه الدين
ان هذا الرجل الذى يتمثل فى الدين طاف على كل اهل القريه بيوتا وشوارع ومحلات
فذهب الى فلان .. فرحب به فلان وقال له تفضل بالدخول الى بيتى
اجابه الدين هذا من دواعى سرورى وانى اريد ان احادثك
فقال دعنى استأذن زوجتى واهل بيتى
فقالت زوجته : سيقول لنا لا تشاهدوا التلفاز واحتشموا فى لباسكم وصلوا ارحامكم وما تعودنا على مثل هذه  الامور
خرج فلان وقال  ايها الدين الجميل .. سوف اقابلك فى المسجد فى صلاة الظهر ان شاء الله .. ان اهل بيتى ليسوا جاهزين لاستقبال ضيوف الان
وقال "الدين " له سوف اقابلك هناك فلا تتاخر

-
ولقد ذهب "الدين " الى  صاحب المتجر فقال صاحب المتجر
مرحبا مرحبا بصاحب الدين .. تفضل بالدخول لمتجرى
قال "الدين " نعم فلدى حديث معك ..
تفكر صاحب المتجر قليلا وقال لنفسه .. سوف يخبرنى عن الميزان وسوف يشاهد السجائر وسيرى انى قد خلطت الانواع وغيرت الاسعار
فقال : ايها "الدين " سوف اقابلك فى المسجد فى صلاة الظهر فانا مشغولا الان فى ترتيب المبيعات والحسابات
انصرف "الدين " فقابل رجلا بسيط فلاح
----
ايها الفلاح كيف حالك (ساله "الدين " ) ؟
يجيب الفلاح : انا فى اشتياق اليك ولقد اشتقت الى الجلوس معك .. تفضل معى نجلس هنا بجوار ارضى
يجيب "الدين " هيا فلقد اشتقت اليك ايضاً
يفكر الفلاح فيقول فى نفسه : سوف يسالنى عن حدود ارضى وانى تعديت على جارى وظلمت اختى فى ارضها وعن الزكاة وعن الغش فى استخدام المبيدات
يسرع قائلا : ايها "الدين " سوف اقابلك ان شاء الله عند صلاة الظهر فى المسجد لانى اعمل الان فى الارض
----
هكذا يا بنى انصرف الدين وذهب الى غيره فلم يترك رجلا او امرأه او طفلا او عجوز الا وحاول التحدث اليه
وكلا لديه اسبابه للهروب
حتى ذهب الى المسجد ينتظرهم الصلاة تلو الصلاة .. الاذان تلو الاذان ولم يرى احد
خرج الى جانب المسجد يجلس ويستند الى احد جدرانه لعل احد يقترب فيحاول الحديث معه يبق
ولكن الجميع لديهم اعمالهم الخاصه مشغولين عن " الدين " .. انها الحياه يا بنى

يبكى الشاب مما وجد من تقصير فى نفسه اولا ومما اصبح عليه المسلمون ثانيا
تنتهى قصة الشاب مع هذه العجائب فى الارض المجهوله .. وتبداء قصة كل من يقراءها
فهو يعلم الان الاسرار الغريبه اللتى تقابله فى دنيته سواء قابلها او لم يصادف بعضها بعد
ولكنه حتما سيقابلها عاجلا ام اجلاً

كتبها : م/احمد الحاوى
تمت فى 8/7/2013