الصراعات النفسية في المراهقة

الصراعات النفسية في المراهقة
ترافق سن المراهقة تبدلات نفسية واضحة تنعكس على سلوك المراهقة، وهي تغيرات ناجمة عن التحولات الفسيولوجية والهرمونية.


فبعض الفتيات تمر بهذه التبدلات دون أن تشعر بتعقيداتها، وبعضهن الآخر يتأثر بها ويضطرب، وذلك وفقا لطبيعة كل فتاة.
وهذه هي أهم التبدلات النفسية التي تعاني منها غالبية الفتيات في سن المراهقة:
قلق وارتباك وتبدل في المزاج
عدم الشعور بالاطمئنان وعدم الاستقرار
التغير السريع في المزاج
الشعور باليأس والاكتئاب والانعزال
نوبات من التصرفات المتسمة بالرعونة والخشونة والعنف تعقبها نوبات معاكسة من الكسل والانزواء

تصاب بعض الفتيات بخجل وحياء شديدين إلى حد التلعثم بالحديث واحمرار الوجه الشديد
العناد وعدم الاستماع إلى نصح من هم أكبر منها سنا مثل الأب والأخ والأخت، مما يؤدي إلى احتكاكات وصدامات معهم

على الأم، في مثل هذه الحالة، ألا تستعمل الشدة إطلاقا مع البنت مادام أن العناد لم يصل إلى درجة تؤدي إلى الانحراف، وعليها أن تجعل مراقبتها لتصرف ابنتها تأخذ منحى الرعاية المكللة بالحنان بدلا من استخدام الخشونة والتوبيخ وكأنها تلعب دور الشرطي في البيت والأستاذ في المدرسة.
الخوف من أمور تافهة مثل الظلام والحيوانات كالقطط والكلاب وتصور أشباح، وبالتالي فلا داعي لنهرها وإجبارها على عدم الخوف منها لأن هذه المخاوف سرعان ما تزول تدريجيا.
اتساع مجال الخيال مما يجعلها في كثير من الأحوال لا ترضى بالظروف المعيشية التي تعيشها، وهذا أمر يجب على الأهل تفهمه. فالفتاة في هذه الفترة خيالية، حالمة، كثيرا ما تستسلم لأحلام اليقظة.
الصراعات الداخلية التي تعانيها المراهقة
تمر بعض الفتيات، في فترة المراهقة، بنوع من الصراعات الداخلية أهمها:
الرغبة في الاستقلال المادي والعاطفي
فهي في الوقت الذي ترغب في الاستقلال والاعتماد على النفس والتحرر المادي بكل معنى الكلمة، نجدها في مجتمعنا محتاجة إلى الاعتماد على الأبوين للحصول على الأمان المعنوي والسند العاطفي والماديات التي يوفرها الوالدان والمحيطون بها من الأقارب.
صراع البحث عن الذات
وفي هذه المرحلة تمر المراهقة بصراع البحث عن الذات، أو تحديد "الهوية" فهي تخاف من أن تكون لا شيء، وفي الوقت نفسه تخاف من تقليد صورة شخص آخر، وهي لذلك تنطلق لمواجهة العالم لتخوض بنفسها التجربة، ولكنها تجد نفسها مقيدة بالتقاليد والعادات والأعراف الأسرية العميقة تحيط بها.
تضارب القيم بين ما تعلمته في الطفولة وآمنت به من تعاليم ومبادئ في المدرسة ومن الأسرة وبين ما يمارسه الكبار في المجتمع والحياة اليومية من أمور، يؤدي إلى وقوعها في حيرة من أمرها، فيدخل الشك في نفسها وتصبح عاجزة عن التفرقة بين ما هو صواب وما هو خطأ في الحياة.
انحرافات السلوك عند المراهقة
إن الاضطرابات والانحرافات السلوكية في سن المراهقة هي نتيجة للتربية العائلية الناقصة أو المحرفة والتوجيه السيئ، ورد فعل طبيعي لمراحل اعتبرت فيها البنت، حتى بعد بلوغها، بأنها "صغيرة" لا تفهم، وعدم الاعتراف بأنها قد كبرت وكونت شخصيتها.
وقد تحدث هذه الاضطرابات نتيجة للهوة بين الأجيال وعدم التفاهم بين الأهل والشباب، لأن شباب اليوم يفكر بمنطق قد لا يفهمه الوالدان، ويعتقد أن الكبار قد فشلوا في تهيئة المجتمع المثالي المناسب لهم من مُثل عليا ومفاهيم عصرية جديدة وبيوت ملائمة ووظائف مناسبة، وكل ما يفكرون فيه هو ثورة عارمة على "التقاليد والنظم العائلية البالية" والمختلفة برأيهم، وهذا ما يدفعهم للتعاطي مع أصدقاء ذوي تأثير سلبي على سلوكهم.
وقد تتخذ هذه الاضطرابات اتجاها عدوانيا، فنرى بعض الفتيات يكثرن من المشاجرة مع إخوتهن أو أهلهن أو أقاربهن مع ميل واضح إلى رفضهن سلطة الآخرين عليهن. لذلك، يلجان إلى الهرب من البيت أو يعتمدن التأخر خارج المنزل لاستثارة كل ما يمس ممتلكي السلطة، أي الأهل، وما يمثلون من عادات وتقاليد متعارف عليها، وهذا بدوره قد يدفع بهؤلاء الفتيات، في الغالب، للوقوع فريسة سهلة للصديقات السيئات.
وهناك العديد من الاضطرابات النفسية قد تبرز في مرحلة المراهقة، وبدرجات مختلفة، مثل الاكتئاب، والفصام الذهني، والهستيري، وكلها قابلة للشفاء على يد أطباء في علم النفس.

موقع رسالة المراة