الحنان أساس التربيه ~
5 وقت القراءة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كل إنسان كبيرا أم صغيرا يحتاج للحب والحنان ليتابع حياته على أكمل وجه والحنان الذي يحتاجه كل إنسان هو حنان الأم ولكن تحديدا الطفل هو الأكثر حاجة لحنان أمه لأنه في طور البناء لكيانه ولشخصيته ومستقبله
وحنان الأم يغلق ثغرات كثيرة من الممكن أن تتشكل في شخصية الطفل وسلوكه بل أكثر من ذلك إن رزق الطفل بأم حنون مؤكد أن حياته ستكون سليمة والعكس صحيح
والسؤال الذي يطرح نفسه هو
ما هو الوقت الذي يتوجب على الأم أن تمنح طفلها الحنان ؟
هذا سؤال مهم البعض يقول أن عندما يصلح الطفل مدركا وواعيا لما حوله يصبح بحاجة للحنان ولكن القول الأصح في هذا الشأن يقول أن الطفل منذ أن يكون في رحم أمه هو يشعر بها ويحتاج إلى حبها وفي أول لحظات الولادة يكون الطفل بأمس الحاجة للحنان ولضمة أمه وقبلاتها الحنون بل أكثر من ذلك فقد ذهب بعض العلماء انه بمجرد أن يولد الطفل يجب أن تحدثه أمه بكلمات رقيقة وعاطفية على إذنه لأنه الآن في عالم غريب ويحتاج للامان وهو قادر على أن يشعر بحنان أمه وغالبا تراه بصمت عن البكاء إن ضمته والدته لصدرها بكل حب
كما أن الطفل يحصل على جرعات الحب إثناء الرضاعة حيث أن الأبحاث ذكرت أن الأم التي ترضع طفلها من ثديها بكل حب وحنان على طفلها تكون معدلات الفائدة من حليبها للطفل مرتفعة جدا ويساعد الحليب الممزوج بالحنان في رفع القدرات الذهنية للطفل
إذا في تلخيص لهذه الفكرة فان الطفل يحتاج للحنان منذ أول تكوين له في رحم الأم والضرورة الفعلية لحنان الأم تكون منذ لحظة الولادة الأولى
للحنان فوائد جمة ولفقدان الحنان نتائج وخيمة ودعونا ندخل في تفاصيل هذه الأمور بشكل أكثر توضيحا ولتكن البداية من
فوائد الحنان والعطف على الطفل
1- حنان الأم يساعد بشكل مباشر في تطوير القدرات الذهنية لدى الطفل ويجعل منه طفلا أكثر ذكاءا
2- الطفل المتمتع بالحنان هو طفل ناجح في دراسته وعلى اقل تقدير ستكون دراسته جيدة إن لم نقل ممتازة
3- الطفل المتمتع بالحنان هو الأقل ارتكابا للأخطاء والأكثر اعترافا بالذنوب لأنه مدرك أن هناك قلب حنون سيستوعبه ولن يغضب في وجهه
4- الحالة النفسية للطفل الذي يعيش بكنف حنان الأمومة هي حالة مستقرة وهادئة ونادرا ما تلاحظ العصبية على هذا الطفل
5- الطفل الذي يغمر بالحنان هو الطفل الأكثر ثقة بنفسه والأكثر قدرة على إقامة علاقات اجتماعية مع الآخرين
6- الحنان والحب والعاطفة أمور من شانها بث الشعور بالأمان في قلب الطفل
نتائج فقدان الطفل للحنان والعاطفة
1- الطفل المحروم من الحنان هو الأقل ذكاء والأقل تفوق في المدرسة
2- عادة الطفل الغير متمتع بالحب والحنان يكون ذو طبيعة صعبة وقاسية وكثير المشاكل
3- قليلا ما يشعر الطفل المحروم من الحنان بالأمان والراحة
4- التوتر والارتباك والاضطرابات النفسية أمور سيعاني منها الطفل الفاقد للحنان
5- ثقة الطفل المحروم بنفسه ضعيفة مما يحرمه من الكثير من الفرص في مسيرة حياته
6- الطفل المحروم من الحنان هو الأقل قدرة على بناء علاقات اجتماعية وبعد أن يكون أسرة قد لا يتمن من منح أطفاله الحب والحنان لان هناك قاعدة تكون صحيحة في أوقات عدة وهي فاقد الشيء لا يعطيه مع أنني لدي تحفظات على هذه القاعدة ولكن هناك افراد تنطبق عليهم
7- الطفل المحروم من الحب والحنان سيشعر بالنقص تجاه بقية أقرانه وسيبحث عن تعويض هذا النقص ولكن ومع كل أسف يسير في الاتجاه الخاطئ دون أي تفكير أو توجيه
8- فقدان الحب والحنان عند الطفل يحفر عميقا في نفسه وان منح الحب والحنان لاحقا قد لا يشعر بهم وقد لا يتمكن من انتزاع ذاك الشعور السيئ الذي ترسخ في نفسه قبل وقت مضى
أمور تعيق الأسرة عن منح الطفل الحنان
هناك عدة أمور في حياتنا أحيانا تقف حاجزا بين الطفل وبين الحنان الذي يحتاجه وعلى الأسرة التفكير بهذه الأمور جيدا حتى لا تتعرض الأسرة لموقف تواجد الرغبة لديها في منح الطفل الحب والحنان ولكن الظروف من تمنع حدوث مثل هذا الأمر وان كانت الأسرة تشعر بما يتوجب عليها تقديمه للطفل من حب وحنان ولكم يكن بيدها حيلة الأمر سيرتد عكسيا عليها قبل الطفل وستعاني الأم والأب من تداعيات الأمر على المستوى النفسي
ومن أهم معوقات الحب والحنان
1- الظروف المعيشية القاسية للاسرة وعدم التناسب بين الدخل وبين الطلبات هذا الأمر من شانه توجيه اهتمام الوالدين إلى العمل من اجل توفير حاجيات الحياة وهذا يستهلك وقتا طويلا مما يبعد الأهل عن الطفل
2- كثرة الأطفال في الأسرة كلما كان هناك أطفال كثر داخل الأسرة كلما انخفضت حصة كل طفل من الرعاية والإنفاق ومن الحب والحنان وللأسف أحيانا نرى اسر لا تكترث للأمر ولا تتوقف عن الإنجاب
3- ضعف ثقافة ووعي الأم والأب أيضا حول فوائد الحب والحنان على الطفل وحول نتائج الحرمان على الطفل فمن لا يقدر نتيجة عمله لا يتوقف عن ارتكاب الأخطاء
4- ضعف العلاقة الأسرية وتقهقر العلاقة الزوجية بين الزوجين من شانهما أن يساهما في حرمان الطفل من الحب والحنان كثرة المشاكل بين الزوجين تفكك الروابط الأسرية وتدفع كلا الزوجين إلى الاهتمام بخلافاتهم الشخصية على حساب ضروريات أطفالهم الأساسية
5- الطلاق اكبر قاتل للحب والحنان الموجه للطفل ففي هذا الوضع يشتت الأطفال بين الأم والأب ويصبح الوضع أكثر كارثيا مع تزوج الأم من زوج غريب والأب من زوجة ثانية
أخيرا لا بد من كلمة
إن كنت أم وان كنت أب ولديكم أطفال فانتم تتمتعون بنعمة كبيرة غيركم محروم منها ويتوق إليها وعليكم أن تقدروا هذه النعمة أطفالكم هم فلذات أكبادكم وانتم من كان السبب في وجودهم من بعد إرادة الله لذلك انتم مسئولون أمام الله عنهم ولهم الحق عليكم في الرعاية والحب والحنان ولا تنسوا أمرا أن نتائج تربيتكم لهم ونتائج تمتعهم بالحب والحنان انتم حاصدين خيراتها قبلهم
لذلك كلما كان عطاؤكم لهم كبير كلما تمتعتم باطفال جيدين وناجحين ومحترمين على كافة الأصعدة فحافظوا على ما بين يديكم من نعم حتى لا تفقدوها في لحظة سوداء يتعذر عليكم من بعدها استرجاعهم ..