التربية بالحب في الإسلام



بات شائعًا لدى الكثير منّا أنّ ما نحمله من أفكار بشأن العلاقة مع أبنائنا ينبغي أن يحاكم وأن يوضع في الميزان، وهناك اتفاق على أنه ينبغي أن نعيد النظر في كثير من أشكال تربيتنا لأبنائنا كما ينبغي أن نفكر جديًّا للحصول على إجابة سؤال مهم هو: كيف ينبغي أن تكون هذه التربية؟

فأنا مضطر في كثير من الأحيان لدراسة الواقع الذي أعيشه وأبحث بأسلوب علمي، حتى أثبت أن أسلوبًا ما في التربية له نتائج ضارة، والآن يمكن أن نطرح السؤال التالي: هل نستطيع أن نربّي بالحب؟ وهو سؤال يترتب عليه جملة من الأسئلة أهمها: ماهو الحب؟ وكيف يولد في نفوس الناس؟ وما أنواعه؟ وما معيار الحب الحقيقي؟ وهل للحب لغة؟

نحن نعلم أنّ الناس جميعًا لديهم جملة من الحاجات العضوية كالحاجة إلى الطعام والشراب والنوم والراحة والحاجة الجنسية، ولديهم أيضًا جملة من الحاجات النفسية منها الحاجة إلى الحب.

وكِلا النوعين من الحاجات لا بدّ من إشباعها حتى يشعر الفرد منا بالتوازن، ذلك أنّ عدم إشباعها يجعلنا نحس بفقدان التوازن أو ختلاله، ولكن ما الفرق بين الحاجات العضوية والحاجات النفسية؟

الفرق في نقطة مهمة هي: "أن عدم إشباع معظم الحاجات العضوية يؤدي إلى الموت، ولكن الحاجات النفسية ليست كالحاجات العضوية التي ذكرناها، فعدم إشباع الحاجات النفسية لا يؤدي إلى الموت ولكنه يترك أثرًا خطيرًا على الشخصية، ويبدو هذا الأثر في سلوك الفرد ومقدار سعادته، كما يبدو أثناء تعامله مع غيره".

فالحب إذن عاطفة إنسانية تتمركز حول شخص أو شيء أو مكان أو فكرة، وتسمى هذه العاطفة باسم مركزها فهي تارة عاطفة حب الوطن حين تتمركز حول الوطن، وتارة أخرى عاطفة الأمومة حين تتمركز عاطفة الأم حول طفلها، وهكذا.

كل ما فيه الحب فهو وحده الحياة، ولو كان صغيرًا لا خطر له، ولو كان خسيسًا لا قيمة له، كأنّ الحبيب يتخذ في وجودنا صورة معنوية من القلب، والقلب على صغره يخرج منه كل الدم ويعود إليه كل الدم.

والحب أيضًا حاجة نفسية تحتاج إلى إشباع باستمرار فكيف تتكون هذه العاطفة التي بتكوينها عند الأم تشبع الحاجة للحب عند الطفل.

دعونا نقف عند حديث قدسي، يقول الله عز وجل في الحديث القدسي: «وما تقرب إليّ عبدٌ بأحب إلي مما افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها».

في هذا الحديث القدسي عدة قواعد لا بدّ لنا من الوقوف عندها:
أولاً: حب الله لأداء عبده للفرائض.
ثانيًا: النوافل طريقٌ لتقرب العبد إلى الله.
ثالثًا: تقرب العبد إلى الله بالنوافل مدعاة لحب الله للعبد.
ومن نتائج حب الله للعبد، أنّ العبد يملك عندئذٍ جملة من وسائل التمييز فلا يرى ولا يسمع إلا مايرضي الله ولا يمشي ولا يفعل إلا ما يرضي الله.
ويتماشى مع موضوعنا؛ أنّ ما يقدمه العبد من أداءٍ للنوافل هو الطريق لمحبة الله تباركت أسماؤه، بمعنى آخر: أنّ حب الله وهو الغنيّ عن العباد هو نتيجة لما يقوم به العبد من أداءٍ للنوافل.

ويمكن صياغة هذه القاعدة بالآتي: "إن العطاء طريق الحب"، والعطاء يقدمه العبد والحب من الرب، مع أن الله تبارك وتعالى غنيٌّ عن أداء كل العباد لفروضهم ناهيكم عن نوافلهم، ولكنها قاعدة أراد الله وهو الأعلم أن يعلمنا إياها وهي: "أنّ من يريد أن يكسب الحب فليبدأ هو بالعطاء"، أي فليقدم العطاء، عطاءٌ فوق المفروض عليه، عطاءٌ يتعدى الواجب أداؤه لله، والنافلة هنا وهي عمل فوق المفروض كانت سببًا لمحبة الله.

وفي موقع آخر يؤكد رب العالمين على لسان من اقتدروا على الحب الحقيقي، أنّ عطاءهم لوجه الله وليس ابتغاء مردود يحصلون عليه من الناس: {إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا} [الإنسان: 9].

وإذا عدنا إلى علاقة الحب بين الأم وولدها، لتَبيّن لنا أن حب الأم لولدها مثل النوع الأول من الحب (الحب الحقيقي) الحب الذي لا تبغي الأم من ورائه مردود أو نتيجة، إنّما هو حبٌ مغروس في أصل خلقتها، إنه حبٌ فطري جُبلت عليه ولم تتعلمه، وإن كان هذا الحب قد يفسد بسبب التربية غير السليمة للأم، فيتحول إلى ما يمكن تسميته بحب كشف الحساب، ذلك الحب الذي يتمركز حول من يقدمه وليس حول من يُقدَّم له وهو ما يمكن تسميته بالحب النرجسي.

إذاً الحب النرجسي هو حبٌ أناني، حبٌ للذات وليس للآخر، حبٌ يعتمد على الأخذ فيحيل صاحبه إلى فردٍ ذو شخصية دوامية تبتلع مايحيط بها، إنّ من كانت شخصيته ذو حبٍ نرجسي فإنه يريد أن يبتلع كل ماحوله ليصب في ذاته.

شخصية من هذا القبيل تحب غيرها..نعم، ولكن طالما أنّ الغير يحقق لها ما تريد ويشبع حاجاتها ورغباتها، ويعظمها، ويبجلها، ويعطيها، وحين يتوقف الآخر عن العطاء ولو كان توقفًا بسيطًا أو يقصر ولو قليلاً.. يتوقف الحب مباشرةً.

وكِلا النوعين من الحب النرجسي والحقيقي فيهما عطاء، ولكن الحب الحقيقي عطاءٌ دائم ومستمر هدفه مصلحة المحبوب، تمامًا كما تفعل الأم مع طفلها.

وفي الثاني أيضًا عطاء ولكنه عطاء مشروط بجملة من الشروط، حبٌ فيه يتوقف المحب عن العطاء بمجرد توقف المحبوب عن الرد، حبٌ يدور حول ذات المحب وليس حول ذات المحبوب، حبٌ يجعل المحب يصدر كشف الحساب فورًا ودون تردد، ويريه كم ضحى من أجله وكم أعطاه وكم حرم نفسه من النعيم من أجله، حبٌ يظهر كشفًا طويلاً من العطاء كما يُظهر كمًّا كبيرًا من الجحود من قِبلِ المحبوب، حيث يعتمد عل إظهار المن في العطاء من المحب والجحود من المحبوب.

سمع أبو هريرة رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «كانت امرأتان معهما ابناهما، جاء الذئب فذهب بابن إحداهما، فقالت صاحبتها إنما ذهب بابنكِ وقالت الأخرى إنما ذهب بابنكِ أنتِ فتحاكمتا إلى داوود فقضى به للكبرى، فخرجتا على سليمان بن داوود فأخبرتاه فقال: ائتوني بالسكين أشقه بينهما . فقالت الصغرى: لا تفعل يرحمك الله هو ابنها، فقضى به للصغرى».

لن نقف عند هذا الحديث كثيرًا لأنّه واضح وضوح الشمس، وأوضح مافيه أنّ الأم الحقيقية وهي الصغرى رضيت أن يؤخذ ابنها منها طالما أنّه سيبقى حيّّا سليمًا، وذلك من شدة حبها لها وخوفها عليه ولو أدى ذلك الإبعاد إلى حزنها الشديد، لقد ضحت هذه الأم بوجود ابنها معها في سبيل مصلحته الكامنة في بقائه على قيد الحياة، وهذا بالطبع ما تريده كل أم.

حب الأم في تسميته كالشجرة تغرس من عود ضعيف ثم لا تزال به الفصول وآثارها ولا تزال تتمكن بجذورها وتمتد بفروعها حتى تكتمل شجرة بعد أن تفني عِداد أوراقها ليالي وأيام.

هذا عن الحب الحقيقي؛ أما الحب النرجسي فنرى مثلاً جليًّا له بسلوك فرعون مع موسى: {قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ * وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ * قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ * فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ * وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرَائِيلَ} [الشعراء: 18 - 22].

والملاحظ أن فرعون استخدم أسلوب كشف الحساب حين قال لموسى {قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ * وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ}، إنّ الحب الفرعوني حب نرجسي واضح المعالم، حبٌ يعتمد على المنّ والأذى وما أراد أن يقوله فرعون لابنه هو بالضبط ما يقوله الكثير من الآباء والأمهات لأبنائهم حين يتوقف الأبناء عن السير في أطراف الدوامة، عندها نسمع كلامًا من قبيل: ألا تذكر ما فعلته لك؟ ألا تذكر أنّي حرمتُ نفسي من كثير من المزايا في سبيل تأمين ما تريده؟ ألم أعطك من وقتي وعمري؟ يا حسرتي على عمري وتربيتي لك لو ربيتُ قطةً لكانت خيرًا منك؟

ليس بحبٍ إلا ما عرفته ارتقاءً شخصيًّا تعلو فيه الروح بين سماوين من البشرية وتبوح منها، كالمصباح بين مرآتين يكون واحدًا فترى منه العين ثلاثة مصابيح، فكأنّ الحب هو تعدد الروح في نفسها وفي محبوبها.

ولنقرأ هذه الحادثة التي سطرتها لنا كتب التاريخ؛ اشترى حكيم بن حزام زيد بن حارثة لعمته خديجة بنت خويلد فلما تزوج رسول الله بخديجة وهبته له فتبناه الرسول، فخرج أبو زيد وعمه لفدائه فلما وصلا لمكة سألا عن النبي صلى الله عليه وسلم وذهبا إليه وخاطباه بلغة راقية جدًا، قالا: "يا ابن عبد المطلب، يا ابن سيد قومه، أنتم أهل حرم الله وجيرانه تفكون الأسير، وتطعمون الجائع، وتغيثون الملهوف، وقد جئناك في ابن لنا عندك فامنن علينا بفدائه فإنا سندفع لك في الفداء ما تشاء"، قال رسول الله: "ومن هو؟"، فقالا: زيد بن حارثة، فقال عليه الصلاة والسلام: «فهلاّ غير ذلك»، قالا: وما هو؟ قال: «أدعوه فأخيّره فإن اختاركم فهو لكم، وإن اختارني فما أنا بالذي اختار على من يختارني أحدًا»، فقالا: قد زدتنا على النَّصَف وأحسنت، فدعاه وقال له: «هل تعرف هؤلاء؟»، قال: نعم. قال: «من هذا؟»، قال: هذا أبي، قال: «ومن هذا؟» قال: هذا عمي، فقال لزيد: «فأنا من قد علمتَ فاخترني أو اخترهما» -ولم يقدم كشف حساب طويل، هذا الكلام مهم أيها الإخوة والأخوات، مهم جدًّا، لأنّه يمثل مفتاح التربية بالحب- قال زيد: ما أنا بالذي يختار عليك أحدًا، أنت مني مكان الأب والعم.

الحب الصحيح ليس له فوق، ولا يشبه من هذه الناحية إلا الإرادة الصحيحة فليس لها وراءٌ ولا يمين ولا شِمال، وما هي إلا أمام أمام.

** إذا غضبنا على أولادنا هل ندعو عليهم أم لهم؟ وهذا معيار من معايير الحب.
** الحب يكون من الإنسان وهو في أحلك حالات الضعف تمامًا كما يبدو والإنسان في أشد لحظات القوة.

إنّ من حق الجميع على أولادهم أن يبروهم أي أن يردوا جميلهم وصنيعهم وإحسانهم بإحسان، وإن لم يفعل ذلك الأبناء فقد خسروا خسرانًا كبيرًا، ولكن لا ينبغي التوقف عن الإحسان إليهم إذا أساءوا أو أخطئوا إن كنّا نحبهم حبًّا حقيقيًّا.

لقد عرفنا الآن أيها الأحبة أنواع الحب وأهمية الحب ومعيار الحب، ويبقى شيءٌ واحد لا بدّ من معرفته وهو لغة الحب، فهل للحب لغة؟

وسائل التربية بالحب أو لغة الحب أو أبجديات الحب هي ثمانية:
1- كلمة الحب.
كم كلمة حب نقولها لأبنائنا، في دراسة تقول أنّ الفرد إلى أن يصل إلى عمر المراهقة يكون قد سمع ما لا يقل عن ستة عشر ألف كلمة سيئة ولكنه لا يسمع إلاّ بضع مئات كلمة حسنة، إنّ الصور التي يرسمها الطفل في ذهنه عن نفسه هي أحد نتائج الكلام الذي يسمعه، وكأنّ الكلمة هي ريشة رسّام إمّا أن يرسمها بالأسود أو يرسمها بألوان جميلة، فالكلمات التي نريد أن نقولها لأطفالنا إمّا أن تكون خيّرة وإلاّ فلا، بعض الآباء يكون كلامه لأبنائه حطٌّ من القيمة، تشنيع، استهزاء بخلقة الله، ونتج عن هذا لدى الأبناء انطواء، عدوانية، مخاوف، عدم ثقة بالنفس .

2- نظرة الحب.
اجعل عينيك في عين طفلك مع ابتسامة خفيفة وتمتم بصوت غير مسموع بكلمة "أحبك يا فلان" 3 أو 5 أو 10 مرات، فإذا وجدت استهجانًا واستغرابًا من ابنك، وقال ماذا تفعل يا أبي فليكن جوابك "اشتقت لك يا فلان"، فالنظرة وهذه الطريقة لها أثر ونتائج غير عادية.

3- لقمة الحب.
لا تتم هذه الوسيلة إلاّ والأسرة مجتمعة على سفرة واحدة (نصيحة: على الأسرة ألاّ يضعوا وجبات الطعام في غرفة التلفاز)، حتى يحصل بين أفراد الأسرة نوع من التفاعل وتبادل وجهات النظر، وأثناء تناول الطعام ليحرص الآباء على وضع بعض اللقيمات في أفواه أطفالهم، مع ملاحظة أنّ المراهقين ومن هم في سن الخامس والسادس الابتدائي فما فوق سيشعرون أنّ هذا الأمر غير مقبول، فإذا أبى الابن أن تضع اللقمة في فمه فلتضعها في ملعقته أو في صحنه أمامه، وينبغي أن يضعها وينظر إليه نظرة حب مع ابتسامة وكلمة جميلة وصوت منخفض: "ولدي والله أشتهي أن أضع لك هذه اللقمة، هذا عربون حب ياحبيبي" بعد هذا سيقبلها.

4- لمسة الحب.
أنصح الآباء و الأمهات أن يكثروا من قضايا اللمس، ليس من الحكمة أنه إذا أتى الأب ليحدث ابنه أن يكون وهو على كرسين متقابلين، يُفضّل أن يكون بجانبه وأن تكون يد الأب على كتف ابنه (اليد اليمنى على الكتف الأيمن، ولنتذكر الأثر: "كان النبي صلى الله عليه وسلم يلصق ركبتيه بركبة محدّثه وكان يضع يديه على فخذيْ محدثه ويقبل عليه بكله"، وقد ثبت الآن أنّ مجرد اللمس يجعل الإحساس بالود وبدفء العلاقة يرتفع إلى أعلى الدرجات، فإذا أردتُ أن أحدّث ابني أو أنصحه فلا نجلس في مكانين متباعدين، لأنه إذا جلستُ في مكان بعيد عنه فإني سأضطر لرفع صوتي، ورفع الصوت سينفره مني، وأربتُ على المنطقة التي فوق الركبة مباشرة إذا كان الولد ذكرًا أمّا إذا كانت أنثى فأربتُ على كتفها، وأمسك يدها بحنان، ويضع الأب رأس ابنه على كتفه ليحس بالقرب والأمن والرحمة، ويقول الأب: أنا معك أنا سأغفر لك ما أخطأتَ فيه.

5- دثار الحب.
ليفعل هذا الأب أو الأم كل ليلة. إذا نام الابن فتعال إليه أيها الأب وقبّله، وسيحس هو بك بسبب لحيتك التي داعبت وجهه فإذا فتح عينًا وأبقى الأخرى مغمضة وقال مثلاً: ( إنت جيت يا بابا ؟؟)
فقل له: (أيوه جيت يا حبيبي) وغطيه بلحافه، في هذا المشهد سيكون الابن في مرحلة اللا وعي أي بين اليقظة والمنام، وسيترسخ هذا المشهد في عقله وعندما يصحو من الغد سيتذكر أنّ أباه أتاه بالأمس وفعل وفعل، بهذا الفعل ستقرب المسافة بين الآباء و الأبناء، يجب أن نكون قريبين منهم بأجسادنا وقلوبنا.

6- ضمة الحب.
لا تبخلوا على أولادكم بهذه الضمة، فالحاجة إلى الضمة كالحاجة إلى الطعام والشراب والهواء كلما أخذتَ منه فستظلُ محتاجًا له.

7- قبلة الحب.
قبّل الرسول عليه الصلاة والسلام أحد سبطيه إمّا الحسن أو الحسين، فرآه الأقرع بن حابس فقال: أتقبلون صبيانكم؟! والله إنّ لي عشرة من الولد ما قبلتُ واحدًا منهم! فقال له رسول الله: «أوَ أملك أن نزع الله الرحمة من قلبك»، أيها الآباء إن القبلة للابن هي واحد من تعابير الرحمة، نعم الرحمة التي ركّز عليها القرآن وقال الله عنها سرٌ لجذب الناس إلى المعتقد، وحينما تُفقد هذه الرحمة من سلوكنا مع أبنائنا فنحن أبعدنا أبناءنا عنا سواءً أكنًا أفراداً أو دعاة للإسلام.

8- بسمة الحب.

هذه وسائل الحب من يمارسها يكسب محبة من يتعامل معهم، وبعض الآباء والأمهات إذا نُصحوا بذلك قالوا "إحنا ما تعودنا"، سبحان الله وهل ما أعتدنا عليه هو قرآن منزل لا نغيره، وهذه الوسائل هي ماءٌ تنمو به نبتة الحب من داخل القلوب، فإذا أردنا أن يبرّنا أبناؤنا فلنبرّهم، مع العلم أنّ الحب ليس التغاضي عن الأخطاء.

د. ميسرة ظاهرة