النزهة اليومية في حياة الأطفال;)







إن النزهة اليومية في حياة الأطفال هامة جداً. وتزداد متعة حينما يبدأ الطفل بالمشي، وعندما يحين موعدها نجده يبدأ بالبحث عن حذائه وملابسه. وتعتبر هذه حاجة أساسية وهي الحاجة إلى الحركة التي يمكن أن تعزى إلى كل ما هو جديد في حياة الطفل وهي ضرورية لنموه الجسمي تماماً كالهواء والشمس والرياضة



إن الطفل بشكل عام يسير بحركات آلية في بداية عهده بالوقوف دون مساعدة أحد. وعندما يستقر على ساقيه يكف عن مد يديه إلى الأمام لحماية نفسه في حالة سقوطه المتوقع. فهو لا يجد صعوبة في التجول رغم أن حركة ذراعيه ترافق جميع حركات جسمه وهي التي تعتبر حافزاً له للخروج بشكل مستمر.


إن السير على الأقدام مع الطفل لمدة نصف ساعة أكثر فائدة للطفل من نزهة في السيارة لمدة ساعتين أو وهو جالس في عربته. لذا يفضل الاستغناء عن عربة المشي عند بداية اعتياد الطفل على المشي. ويجب التركيز على أهمية استنشاق الطفل للهواء النقي، فلا يفضل السير في أماكن مزدحمة لأن الطفل بحكم صغره وقصر قامته سيستنشق هواء ملوثاً، لذا يجب الابتعاد عن الأماكن المزدحمة والسيارات.


وعندما يبلغ الطفل الرابعة أو الخامسة من العمر يستطيع السير دون الشعور بالتعب ويمكن اصطحابه إلى الأسواق. وعند ذهاب الطفل إلى الحضانة أو الروضة علينا معرفة كم من الوقت يقضيه الطفل في الهواء الطلق لأن هذا الوقت يجب ألا يقل عن ساعتين يومياً. وإذا كانت الأم تعمل فقد تشكل نزهة الطفل عقبة لها، ولكن عليها أن تعرف أن هذا هام لها وللطفل. يجب تنظيم وقتها وعلى الأب أن يدرك ذلك ويأخذ على عاتقه مهمة إخراج الطفل للنزهة بالتبادل مع الأم. وإذا كان للأم صديقات أو جارات ممن لهن أطفال بنفس عمر الطفل أن تتفق معهن على تبادل هذه النزهات أو الخروج سوياً إلى الحدائق العامة البعيدة عن أماكن التلوث.


إن النوم يلعب دوراً هاماً في حياة الطفل لأنه عامل توازن من الناحية البدنية والنفسية حتى سن العاشرة. يجب أن ينام الطفل عشر ساعات كل ليلة وحتى سن الثالثة من العمر. يجب أن يأخذ الطفل قسطاً من النوم أثناء النهار وإلا فيصبح عصبياً. أما إذا كان الطفل يذهب إلى الحضانة أو الروضة يجب أن يعتاد على النوم مبكرا والاستيقاظ مبكرا علما بأن الأطفال الموجودين في البيت يجب أن يتقيدوا بهذا النظام. كما يجب أن يكتسبوا هذه العادة حتى لا تجد الأم صعوبة في إيجاد نظام معين وبدون قيد صارم.


في بعض الأحيان إذا وجدت رغبة في تغيير النظام في أيام العطل فقولي له: "لقد كنت لطيفاً طوال الأسبوع.. ولذا هناك برنامج جديد سأراه أنا وأنت هذا المساء على التلفاز أو أحب أن ألعب معك فترة من الوقت.. والدك سيتأخر هذه الليلة هل تحب أن تنتظره معي؟" وهكذا سيفهم الطفل أن النظام والالتزام الذي يخضع له ليس بسبب تعسف الوالدين بل بسبب أن الوالدين يعيرانه اهتماماً ويريدان مصلحته. وهذا أيضا يعلمنا أننا في أحيان كثيرة يجب أن نوازن حياة الطفل.. إذاً عزيزتي النوم والنزهة للطفل يجب أن يؤخذا بعين الاعتبار