أنواع الرحمة



والرحمة التي يتصف بها العبد نوعان :

النوع الأول : رحمة غريزية قد جبل الله بعض العباد عليها وجعل في قلوبهم الرأفة والرحمة والحنان على الخلق ففعلوا بمقتضى هذه الرحمة جميع ما يقدرون عليه من نفعهم بحسب استطاعتهم. فهم محمودون مثابون على ما قاموا به معذورون على ما عجزوا عنه وربما كتب الله لهم بنياتهم الصادقة ما عجزت عنه قواهم .

والنوع الثاني : رحمة يكتسبها العبد بسلوكه كل طريق ووسيلة تجعل قلبه على هذا الوصف فيعلم العبد أن هذا الوصف من أجل مكارم الأخلاق وأكملها فيجاهد نفسه على الاتصاف به ويعلم ما رتب الله عليه من الثواب وما في فواته من حرمان الثواب فيرغب في فضل ربه ويسعى بالسبب الذي ينال به ذلك.

ويعلم أن الجزاء من جنس العمل ويعلم أن الأخوة الدينية والمحبة الإيمانية قــد عقدها الله وربطها بين المومنين وأمرهم أن يكونوا إخوانا متحابين وأن ينبذوا كل ما ينافي ذلك من البغضاء والعداوات والتدابر.

فلا يزال العبد يتعرف على الأسباب التي يدرك بها هذا الوصف الجليل ويجتهد في التحقق به حتى يمتلئ قلبه من الرحمة والحنان على الخلق ويا حبذا هذا الخلق الفاضل والوصف الجليل الكامل .

وهذه الرحمة التي في القلوب تظهر آثارها على الجوارح حيث الانسان يسعى الى إيصال البر والخير والمنافع إلى الآخرين وإزالة الأضرار والمكاره عنهم .